Bienvenue a linvite Annuel

Publié le par BOUCHADEKH Abdessalem

 

 

بسم الله الرحمان الرّحيم

حوار الطرشان وصمت الأموات بين السلطة والمعارضة

 نسأل الله العلي القدير أن يبلّغنا رمضان

و يجعلنا من صيامه و يجعله شهر بركة ووئام وخير

العودة حق واسترداده واجب

لا حياة كريمة بدون المحافظة على الهوية العربية الاسلامية  

الحكمة تقتضي ترك عقلية تبسيط الأمور و استعجال النتائج و الاستخفاف بالآخر

لا تنمية بدون ضمان حقوقّ المواطنة 

 

(الجزء الخامس)

"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم" (آل عمران 103)

"قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله" (سورة يوسف 108)

" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة"(النحل - 125)

" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، " (النساء - 1)

 

 

باريس في 30 أوت  2008

بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس

يحل على الأمة الاسلامية في هذه الأيام يحل ضيف كريم ، إن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فيه ليلة مباركة، ليلة خير من ألف شهر قال تعالى في شأنه : {شهر رمضان الذي أنزل في القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} ٍ، وقال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر}.  و قد فرض الله علينا صيام رمضان وسن لنا رسول الرحمة قيامه وأعد الله للصائمين المقيمين رمضان أجرا عظيما وثوابا جزيلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه>>.

إن هذه المناسبة الكريمة جعلها الله فرصة للمؤمنين للتكفير عن الذنوب <<الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر>>. 

وإن فهمنا الشامل للعبادة وشعورا منا بأهمية الرسالة التي تحملنا أمانتها والأوضاع الخطيرة التي تمر بها الأمة الإسلامية عموما كل ذلك  يجعنا في أشد الحاجة للاستفادة من مثل هذه المناسبات الطيبة لتجديد العهد مع الله عز وجل. وأن نتذكّرأن كل واحد منا على ثغرة من ثغرات الاسلام فلكن يقضين حتى لا يؤتى الإسلام والمسلمون من قبلنا.

إن هذا الدين انبنى على دعامتين عظيمتين هما الإيمان والأخوة قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم  فأصبحتم بنعمته إخوانا}

فكما أن المرء ينال بالاخوة الصادقة والحب في الله المراتب العالية والمنابر النورانية السامقة في الجنة يغبطهم عليها النبيون والصديقون كما أخبر الصادق المصدوق وكل ذلك يشهد بأهمية هذا الركن في حياة المسلمين،  ومن مقتضيات ذلك أن يؤدي كل واحد منا حق الأخوة فياشرك إخوانه أفراحهم وأطراحهم وأن لا ينعم بالأمن والأمان والأطعمة الحسان ويدع إخوانه يكابدون شري الجوع والخوف .

خطاب الحركة الاسلامية  : كتب الباحث الجامعي يوسف الأخضر على شبكة تونس نيوز بتاريخ 25 أوت الجاري عن ضرورة تطوير خطاب الحركة الاسلامية بتونس. قال: "قد كتبت في فترة سابقة عن ضرورة الاردوغان التونسي نظرا لحاجات التيار الإسلامي في تونس إلى حركة تغيير وتقييم تستجيب لتحديات المرحلة التي يمر بها بعد محنة التسعينات من القرن الماضي ".  وصل الباحث إلى جملة من الإستخلاصات التي وقف عندها منها:

1 - إلى أن من هو مؤهل للقيام بدور تطوير الخطاب هم شبابها الذين جمعوا بين تجربة السجن والقدرة العلمية والفكرية التي تسمح لهم بقراءة الأحداث والواقع والتوازنات قراءة سليمة بعيدا عن ردود الفعل المتشنجة الناتجة عن اعتبارات شخصية.

و بقطع النظر عما قد يكون أحدثه هذا الرأي من ردود فعل وتفاعل ايجابي أو سلبي داخل الصف الإسلامي يجدر التأكيد على أن هذه الفكرة صارت أكثر إلحاحية بعد التطورات التي شهدتها هذه الساحة التونسية مقارنة بما هو مأمول منها.

2 - تتلخص هذه التطورات في بروز خطابات ومقالات تدعو قيادة الحركة  الإسلامية إلى مراجعة منهجها في التعامل مع السلطة ومنهم من بلغ به الرأي حد التنصل من هذه المواقف وتحميل رموز بعينها مسؤولية هذا الانسداد الذي تشهده العلاقة بين الطرفين.

وفي رأيي الاستاذ يوسف الأخضر أن هذه الدعوات لم تلق حظها من التفاعل الايجابي لأنها صدرت عن أناس احرقوا كل سفنهم داخل الصف الإسلامي بصرف النظر  عن  حسن نيتهم إذ سارعوا إلى تحميل الإسلاميين المسؤولية كاملة دون احتراز وكانت لهم مواقف أنقصت من مصداقيتهم .

وفي المقابل  وجدت دعوات أخرى على احتشامها يمكن ان تشكل مدخلا هاما لما هو مطلوب من خرق في الخطاب الإسلامي من اجل مصلحة التيار والبلاد عموما. والملفت للانتباه أن  الدعوات بشقيها استهدفت رموزا بعينها على رأسهم زعيم الحركة راشد الغنوشي.

وكان الاستاذ يوسف الأخضر قد صنف الأستاذ راشد الغنوشي  ضمن القيادات التي لم يعد لها ما تلعبه داخل المجال السياسي باعتبار ان التجربة في العالم العربي أثبتت استحالة الجمع بين الثقافة والممارسة السياسية ودعا الزعيم وأمثاله الذين بلغوا "درجةالآباء الروحيين" إلى أن يهتموا بالإنتاج الفكري والفلسفي والبحوث العلمية من اجل التنضيج الفكري للتيار الإسلامي.

واليوم يعود الباحث التونسي يوسف الأخضر للحديث في نفس الموضوع بعد الاطلاع على الخطاب الأخير للزعيم الغنوشي في موقع النهضة انفو بمناسبة الذكرى 27 لتأسيس حركة النهضة والذي فاجأه وأكد له قناعاته من جهة أخرى.

يقول الباحث التونسي : "المفاجأة ليست كبيرة بالنظر إلى تتبع النسق العام لخطاب الشيخ بعد سنوات المحنة والتي لم تخرج عن إطار تصعيد الخطاب في إطار التمسك بمبدئية يحسبها البعد الوحيد في العمل السياسي،  ولا تعدو المفاجأة سوى استغراب من  توقيت صدور هذا الخطاب محقا في ذلك كنت ام مبطلا باعتبار أن "الشئ من مأتاه لا يستغرب" كما قد يقول لي البعض"

غير ان الأمر  عند الباحث مستغرب لأنه لا يرى للزعيم الغنوشي القدرة على حسن القراءة  ولا يمنعه منها غير تمسكه بمبدئية محمودة في غير هذا الموضع في رأي الباحث، وهذا لا يعني  فتوى لغيره للتخلي عن مبدئيته  بقدر ماهي دعوة الى فقه الواقع المعيش والمحيط بما لا يخل بالمبدئية ولا يضيع مصلحة.

اما زمن صدور المقال فوجه الغرابة فيه انه لم يراع تغير الزمن أولم يقرأ زمنه كما ينبغي ان يقرأه،فظل حبيس لغة جربها منذ عقدين من الزمن  ولم تؤت أكلها بل ربما ادت الى نتائج خطيرة على المشروع الإسلامي في تونس ولم تضر السلطة شيئا.

ذلك أن التوصيف لا ينبغي ان يكون غاية في حد ذاته و هو لا يحسب لصاحبه انجازا وأن بلغ في الدقة مبلغه لان المطلوب في العمل السياسي هو فهم ميكانيزمات عمل الطرف المقابل وحسن تحليلها لا وصفها.

ويورد الباحث يوسف الأخضر امثلة على ذلك تبين الفرق بين التوصيف والتحليل، وأبرز مثال هو من داخل التيار الاسلامي وفي علاقته بالسلطة ويذكر كيف كان الاسلاميون يصفون السلطة بأبشع النعوت  ويبالغوا في نشر هذا التوصيف حتى ظلوا حبيسيه ومنعهم هذا التوصيف من فهم آليات عمل السلطة حتى كانت محنة التسعينات.

و يواصل الباحث التونسي في التوصيف فيقول : "فوجدوا(الاسلاميون) انفسهم امام حقيقة مخالفة للسلطة التي وصفوها بالغباء والحمق وظنوا انهم قادرون عليها في اي لحظة .في المقابل كانت السلطة تدرس الإسلاميين وتقرا خطابهم وتؤله بما يخدم هدفها ونجحت في ذلك أيما نجاح، ولست هنا انتصر لها أو اقلل من قيمة الإسلاميين ."

هذا  الواقع يقر به  كل من عايش تلك الفترة ، فما هو المقصد من استمرار مثل هذا الخطاب بعد عشريتين من الزمن و ماذا يعني وصف  مشروع السلطة بالهولوكست النوفمبري؟

هذا يعني عدم الاستفادة من التجربة وعدم مراعاة لواقع الحال وهذا التوصيف يشترك فيه ابن الريف وابن المدينة.

ولتوضيح وجه الغرابة في صدور هذا المقال عن الاستاذ الغنوشي لان التوصيف الذي ظل الاسلاميون يتمسكون به منعهم من قراءة آليات السلطة وفهمها ومتابعة تطورها على خلاف العلمانيين الاستئصاليين في تونس مثلا وخاصة منهم الذين يشتركون او يتقربون  بتوصيف الاسلاميين للسلطة. 

هؤلاء الاستئصاليون رغم وصفهم السلطة باللاوطنية  والعمالة وغيرها من "النعوت القوالب" إلا ان ذلك لم يمنعهم من التعامل الواقعي والبراغماتي مع منطق السلطة ومحافظتهم في الوقت نفسه على صفة المناضيلن.

وهنا يتسائل يوسف الأخضر ماذا يعني أن يتحرك رموز المعارضة الذين يتحالف معهم الإسلاميون اليوم وغيرهم ممن يحتفظون بعلاقة متوترة مع السلطة ، يتحركون بكل حرية ولهم الحق في العمل والسفر والاتصال بالأطراف الدولية  و المشاركة في الأنشطة الثقافية بأشكال مختلفة.

وتضطر السلطة الى تبرير ما قد تفعله في حقهم من إيقاف او اعتداء  وأحيانا تفند ذلك في حين لا تبالي لاحتجاج اسلامي يقع ايقافه او سجنه او قتله بل قد تزيد من وقاحتها و تدافع عما مارست في حقه على حد تعبير الاستاذ يوسف الأخضر.

و يواصل الاستاذ يوسف الأخضر يقول : "يعني هذا كله وببساطة ان الاسلاميين لم يحسنوا بعد قراءة ميكانيزمات عمل السلطة ولم يستطيعوا ان يلائموا بين المبدئية والمصلحة او بمنطق الاصول لم يستطيعوا ان ينزلوا النص في واقعهم."

اما عن مضمون النصّ فيقول الاستاذ يوسف الأخضر:  "أبدا بسؤال الى صاحبه ومن يتبناه هل أحدث هذا الخطاب خرقا في الواقع الذي يعيشه الاسلاميون في تونس وهل كان الاسلاميون المسرحون او المسجونون في حاجة الى وصف ما يعانونه ام الى تغييره وهل ان التوصيف سبيل امثل لتغيير ما يتعرضون اليه ؟

ان الاجابة عن كل هذه الاسئلة هي بالنفي لاسباب منهجية إذ التوصيف فعل عاطفي بلاغي قد يفتح لصاحبه ابواب خطاب لا ينغلق ويشتت امامه السبل بحيث يمنعه من ادراك مبتغاه أولا.

وللإشارة فاننا لا نقول بعدمية التوصيف ولكن الوقوف عنده أما المبالغة فيه فهو من الأخطاء المنهجية القاتلة.

وهذا التوصيف إن صحّ فهو مؤشر خطيرعلى إنغلاق الحركة الاسلامية وعدم تطورها على مستوى  العمل المؤسساتي لان مثل هذا الخطاب لا يمكن ان يصدر عن مؤسسة حركة سياسية ،لان المؤسسات مهما بلغت حدة تشنجها إزاء موقف ما فإنها  تعدد الاراء فيها  واختلاف وجهات النظر يساعد على  صدور خطاب متزن يراعي المصلحة العامة للحركة ولا يخل بأهدافها ويحدد موقفه من الواقعة او الحدث بحنكة وذكاء.

ولهذه الاسباب فإن التساؤل الذي يفرض نفسه هنا وهل تحولت المؤسسة الى شيخ و مريدييه أو احتكر الشيخ المؤسسة فصارا واحدا؟

إن ظاهر الأمر يوحي بان هذا الاتحاد الغير المحبب في زمن تغيرت فيه الكثير من أساليب العمل السياسي ، وإذا استمر مثل هذا الاتحاد فنتائجه ستكون كارثية على العمل الإسلامي ككل. وهذا النمط من التفكير هو جريمة في حق الإسلام والإسلاميين والبلاد في تونس التي خسرت كثيرا بغياب الإسلاميين عن الساحة السياسية.

ولست املك وصفة سحرية جاهزة للحل ولكن أدعو أبناء الحركة الإسلامية خاصة الذين هم في الدّاخل إلى التفكير بعمق وعقلانية وواقعية في واقعهم وسبل التجاوز لانهم هم الذين يدفعون النصيب الاوفر من ضريبة النضال. 

أن تكون للإخوة الجرأة بالقطع مع الأساليب القديمة حتى التي أثبتت بعض فعاليتها باعتبار ان الواقع تجاوزها ، كما ادعوهم إلى أن لا يضعوا أي شخص في موضع المقدس  حتى يستطيعوا تبين الخلل فيه وأن لا يستعجلوا الثمرة وليتريثوا في استخلاص النتائج.

وأرى أن من الجد والجدية و من الحكمة بلاقدام على ما يساعد الإسلاميين على البدء بالخطوات الأولى للتجاوز دون ان يكونوا عرضة للتبعات الأمنية التي قد تضيق عليهم سبل العمل وإن كان الأذى غير مستبعد في بلادنا.

أكيد مثل هذه الاقتراحات ستحرج السلطة وتفرض عليها التعامل بطريقة مختلفة مع الملف وحتى أذاها الذي قد تفكر في إلحاقه مرة أخرى بالإسلاميين لن يكون في حجم المرات السابقة وسيلقى الإسلاميون مساندة اكبر من كل الأطراف.

إن الحوار العلني و الشامل بين أبناء الحركة عبر شبكة الانترنت يقدمون فيه تصوراتهم للعودة السياسية وطريقة عملهم بدون حرج والابتعاد عن الازدواجية في الخطاب مع الاحتفاظ بخصوصيهم التي تهم كل حركة سياسية بما فيها الحزب الحاكم.

مع الالتزام بعدم الخوض فيما اصبح ملكا للتاريخ باعتباره شأنا داخليا يمكن أن يطرح حين تعود مؤسسات الحركة للعمل في ظل القانونية والشرعية. إن مثل هذا الحل من شأنه ان يذهب حجة السلطة في قضية التنظيم السري كما يذهب حجته وحجة المترددين في مساندة التيار الإسلامي حول قضية ازدواجية الخطاب و يقدم صورة واضحة لأبناء الوطن.

لا نريد مواجهة ولا إسقاط السلطة نريد مصاااااااااااااااالحة: كتب احد الاخوة :" للسلطة أقول يجب ان تتعامل مع الإسلاميين عموما ومع أتباع حركة النهضة خصوصا لا من خلال الخطاب الرسمي لهذه الموجود في أوروبا  وإنما من خلال التوجه العام الذي يمثله الغالبية الرافضة لهذا المسار للأسباب التالية : وهي أن هذا الخطاب لم يعد يمثل خطاب عموم أتباع هذه الحركة  ولا الجمع الغفير من الذين انسحبوا أو خيروا الصمت احتجاجا على السياسة المتبعة

هذه السياسة التي تجلت بوضوح في البيانات الرسمية والخطاب الأخير لنائب رئيس الحركة على قناة الحوار حيث تبين ان القيادة الحالية  لا تزال مصرة على خطاب المواجهة والتصادم  مستغلة كل سقطات السلطة وما يحصل الان في بعض المدن من تحركات حتى تجعل منها منطلقا للتهديد والتبشير بقرب زوال السلطة وان موعد سقوط هذا النظام قد اقترب.

فرد العموم على خطاب الأخ نائب رئيس الحركة هو التالي: ان هذه السلطة باقية وان كانت لك مطالب فارفعها لمن تنتظر او تبشر بان يحل محلها  فالسلطة قائمة  او اشرب البحر كما يقال

المطلوب من السلطة ان لا تتعامل مع هذا الخطاب على انه خطاب الغالبية  وان كان هو الرائج إعلاميا بحكم صدوره من مؤسسات رسمية الا انه ليس هو خطاب العموم بل هو توجه للقلة التي تمارس القيادة في غياب الموقف الجماعي الغالب.  والذي يتحمل غياب الموقف الغالب هم الصامتون.

الصامتون هم معظم ابناء الجماعة الذين خيروا الاستقالة المقنعة او البقاء مع التزام الصمت ومقاطعة الجلسات الرسمية احتجاجا على السياسة المتبعة من طرف القيادة الحالية .  لهؤلاء الأحبة نقول ان صمتكم يفسر عند العموم وعند السلطة  بانه تأييد وموافقة على السياسة المتبعة حاليا لذا هي اي السلطة  تتعامل مع خطاب القيادة الحالية على أساس انه خطاب الكل الا من انسحب او عبر عن رايه علانية  . . 

لذا أصبح لزاما على الذين اختاروا الصمت ان يخرجوا من صمتهم هذا  الذي لو استمر فهو يزيد القيادة الحالية رسوخا و شرعية  وان نطقوا وغيروا وصدعوا بما يتناولونه في المجالس الخاصة لتغير الحال

فبين المصالحة والمواجهة لا توجد منطقة اسمها الضغط السلمي احزموا أمركم أيها الأحبة اما السير في طريق المصالحة وقد تتأخر ثمارها والا فإنكم محسوبون في صف دعاة المواجهة او الضغط السلمي كما يقولون

وان كان الواجب التنظيمي  يكبل البعض منكم  اقول لكم وبكل وضوح  : التنظيم هو وسيلة لخدمة المبادئ التي جمعتنا ووحدتنا في صف واحد فالتنظيم وسيلة وليس غاية تعبد .والذين جعلوا للتنظيم قداسة فاقت القداسة الشرعية هم الذين يقفون وراء الخطاب الحالي  والاستمرار على الخطا حتى يتسن لهم في اطار انسحاب  العديد وصمتكم ان يمرروا منهجهم . .

اعلموا ان التنظيم جاء ليوحد ويجمع وينظم لخدمة المبادئ اما اذا فرق وشتت ومزق وجلب المصائب وضيع المبادئ يصبح فاقدا للأهلية  فكيف يطاع ؟؟؟ ونسمح للغير ان يجعل منه سيفا مسلطا على كل من أراد الرفض للسياسة المتبعة .  انا لست من دعاة الترميم لان الجسم  عندي قد مات وان كان بعض المتفائلين يقول لم يمت بل هو في غرفة الانعاش

نحن نريد بناء جديدا متمسكا بالمبادئ مقاطعا لكل سلبيات  الماضي بعناصر كلها ايمان بالمصلحة والتقارب مع السلطة لخدمة الوطن  وان كان من بيننا من يحمل الوجهين نقول لا مكان لكم بيننا فانتم ايها الصامتون صمتكم  يجعلني اوجه اليكم اصبع الاتهام ان لم اتهمكم بالمشاركة في صياغة التوجه الحالي اتهمكم بتأييده .

القيادة الحالية : لا اتهمكم في دينكم ولا في إخلاصكم للدين لكن اتهمكم  بالاستمرار على الخطا و بعدم حسن اختيار المنهج الاسلم . واعلموا أن الأغلبية التي اوصلتكم للقيادة هي منقوصة  قد تصل الى درجة التشكيك في هذه الشرعية  فمواصلتكم للعمل  بمن تبقى هو خير دليل على النقصان.

لا يمكن الجمع بين دعوة المصالحة والبيانات والتصريحات  المبشرة بقرب سقوط السلطة وتبشير الشعب بان الحركة عادت وهي قوية ومستعدة للمشاركة مع المعارضة لإسقاط السلطة  هذه احلام افيقوا واعلموا ان ابناء الحركة والإسلاميين عموما المتمسكين بمنهج الحركة السلمي لن يصدقوا قولكم فقد جربوا هذه العنتريات التي ماحصدنا منها الا الشوك والألم .

لا نريد مضيعة للوقت ولا نريد مغامرات خيالية  فحالكم كحال هذه المعارضة المصطنعة الفاشلة  التي تريدون التحالف معها وهي لا تستطيع حك جلدها الا بإصبع السلطة.

في نظري خطوة تجاه السلطة لرفع الحجب والغمامة خير من الف لقاء مع معارضة تريد رحيل السلطة  فهذه السلطة التي تقزمونها هي نفسها التي تستجديها المعارضة وتتملق اليها كي تعطيها نصيبا هذه السلطة هي نتاج عمل شيد منذ سنوات  فهي متينة ولها شرعية تاريخية قد منحها اياها الجميع بما فيهم حركة النهضة

انظروا الى الأمام  وليكن عندكم بعد نظر  فالشعب لا يريد منكم ان تنقذوه. نحن دعاة التقارب وطي صفحة الماضي والنظر للمستقبل نريد من السلطة ان لا تتعامل مع التصريحات الصادرة من قيادة الحركة في أوروبا على أساس أنها مواقف جميع الإسلاميين وأتباع الحركة الصامتون ومزيدا من التسامح يشرح الصدور.

إنّ تونس التي نحبّ ان تكون , هي تونس المتضامنة, المتراحمة, المتكاتفة بين أبنائها من أجل مجابهة التحديات المستقبلية صفا واحدا لأن الجميع ماضون و سيبقى الوطن. و تونس المناضلة التي تصارع تحديات العولمة وتشقّ طريقها بثبات نحو مزيد من الرقيّ و الحرية في ضل الثبات على الهوية العربية الاسلامية التي من اجلها ضحّى اجدادنا.

إن المطلوب اليوم تجاوز الخلافات السياسية في طابعها العدائي من أجل تفعيل قيمة التضامن الوطني باتجاه الاستيعاب الناجع للمشاكل والتحكم الأكثر نجاعة وسيطرة على القضايا والمعضلات المزمنة والمستفحلة

ايمانا منا بنبذ الصراع الطبقي وكذلك الصراع بين الاجيال اذ اننا نأمن بالتكامل والتكامل و التضامن بين جميع مكونات المجتمع فقيرها وغنيّها كبيرها وصغيرها القويّ فينا يحمي الضعيف والغني فينا يساعد الفقير والقويّ فينا يأخذ بيد الضعيف.

فالمطلوب، الكف عن مصادرة حق الفئات الاجتماعية المتضررة من ديناميكيات التجويع العالمية بتعزيز السياسة الاجتماعية وتطوير آلياتها التضامنية وتوسيع مظلتها الحمائية وتنويع أشكالها بالقطع مع الخطاب الحزبوي لأنه لا يليق بشعب يحب الحياة ولنفتح المجال لخطاب تضامني يصالح بين المجتمع والدولة ويجمع الطاقات في مواجهة التحديات.

ومن الحكمة والفقه الحسن ومن الوعي والإدراك للحظة التاريخية وللمعاناة التي يعيشها شعبنا وعظم المسؤولية الملقاة علينا قبل غيرنا في هذه المرحلة التاريخية بالذات لأننا أصحاب رسالة واصحاب قضية وعلينا بالاحتساب الى الله العلي القدير والصبر والمصابرة والمرابطة. وصدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: "يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا  و رابطوا و اتقوا الله لعلّكم تفلحون" (آل عمران - 200) 

اذ نحن نأمن و ندعو على الدوام الى المصالحة والمصارحة وفكّ الاشتباك بين الجميع والحوار وبالحوار فقط يمكننا ان نتخطى الصعاب مهما كبرت وشعارنا "يسعى بذمتهم ادناهم وهم يدا على من سواهم".

وصدق الله العظيم اذ قال في كتابه العزيز من سورة المائدة :" يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ اذا إهتديتم" (المائدة -105)

و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: "ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (آل عمران 104) و قال تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل:97).  و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه. و للحديث بقية إن شاء الله.

باريس في 30 أوت  2008

بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس

 

 

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article